أمكنة وحقائب
مازلت ابحث عن مكان
اضع فيه حقيبتي
ولا أترك ثيابي مبعثرة
فتوضيبها يؤرقني اذ قد يعني انتهاء ترحالي
ما زلت لا أدري أين أعلق ذكرياتي
فهي تعودت التنقل بين المدن والمقاهي
بصماتها على كوب شاي أو في غرف خصصت للتائهين
نبيت فيها فقط بانتظار الرحيل
فلا نحن صوفية نهيم لنلاقي الاله
ولا طيور في مواسم الهجرات
بل تائهون في زمن دون مسافات
زمن ننعته بالكوسموبوليتينيه
ويختصر حياتنا في ذاكرة الكترونية
نفتحها كلما فقدنا الوعي أو أتتنا حالة نوستالجيا قوية
وفي حوذتنا جواز سفر وحساب مصرفي
وحقيبة تمسك بيدنا تشق الطريق
وهاتف يصل الأرحام
وبطاقات تعريف
وخريطة فيها ثقوب تاهت فيها نقطة الصفر
____________________________________________________
عندما نبكي الموتى
في زمن التيه نتناسى الموت
نحن نشيخ ومن تركنا خلفنا تحنطهم الذكريات
يرن الهاتف مذكراً باننا تجاوزنا الزمن
تأتي لحظة لطالما تجاهلناها وعياً
هناك من رحل
ولم ينتظر
ولربما تمتم باسمنا قبل الرمق الأخير
وتذكر رقصة القبائل
من الجبال حيث أتيت
وحيث خطوت
وحيث كنت أن أنوي أن أعود
لولا بيروقراطية الوعود
واستحالة الزمان
ولولا ظني بأن أحداً لن يموت
دون اذن مسبق من خفر الحدود
وقبل أن أختم جواز السفر
وآتي لابنتي بثوب رقص جديد